هل لبستِ الكفن يوماً ؟؟

هل لبست الكفن يوماً ؟؟
نعم فأنا لم أضع العنوان مجازاً..
فقد جئت أروي لك تفاصيل قصة حدثت لي شخصياً..
قصة كنت أنا أمثل دور البطولة فيها..
ولم أكن أعلم أن ذلك المنظر سيعلق بذهني دائماً وسيغير مجرى حياتي نهائياًًً..
كنت أعمل موظفة في مكتب توعية الجاليات في منطقتي..
وكانت إحدى الداعيات تعمل في تغسيل الموتى..
فطُلب منها أن تعمل درساً عملياً لكيفية تغسيل الميت وتكفينه..
وكانت من صديقاتي المقربات..فحظرت إلي وقالت لي عن موضوع المحاضرة بعد أسابيع لأعد لها الإعلانات..
فقلت لها:وهل اخترت من ستقوم بدور الجنازة( واعذروني على هذا التعبير فقد عشته حقيقه)..
قالت: سأبحث عن فتاة صغيرة يسهل وضعها على الطاولة..في مكان مرتفع لتراها النساء..
وفي هذه اللحظة قلت لها:أنا من سيقوم بالدور..فأنا جسمي صغير ( نحيفة قليلاً)
قالت:إذا لم أجد أحداً سأخبرك..
ومر أسبوع وأنا مصرة على رأيي..
قلت لصديقتي: نفسي أعيش هذا الموقف..نفسي أحس هذا الإحساس..ولم يراودني الخوف يوماً..فلا تحرميني هذا الأجر..
ومع إصراري وافقت أخيراً ( مغسلتي )هكذا أسميتهامنذ تلك اللحظة..
ولم أكن أتصور الموقف وسط ضحكات زميلاتي عندما علموا بالموقف..
فإحداهن تقول: لا تنسيني من الوصية..
والأخرى تقول:أهم شيء آخذ مكانك..
ووسط هذا الكلام الذي مرّ سريعاً وهذه الضحكات..جاء اليوم الموعود!!!
وجاء يوم تطبيق الدرس..وأصرت أختاي على الحضور في ذلك اليوم..
وكثر الحضور..وقبل الموعد بربع ساعة جاءتني مغسلتي وجلست معي وسط ضحكات ونكت..وفجأة قالت لي عندما خرج الجميع:هل أنت مستعدة؟؟؟
قلت:بكل تأكيد..ولن أغير رأيي..
عندها نظرت إلي وقالت: أخبرتِ أمك..ارتبكت قليلاً ماذا تقصد فالموقف عاي جداً ..ثم قلت:لا داعي لذلك فهي سترفض مثل هذا الموقف حتماً..
قالت: أنتي خائفة..وكان وقع كلامها كالسهم..ويشهد الله أنها كلمة طعنت قلبي..
لم أكن أتصور هذا السؤال؟؟ ربما..
ولكن لمِ أحسست برعشة أطرافي..لم تركوني أقدم على هذا العمل..الذي أخذته بضحكات...واستهزاء وهو وربي حقيقة لا بد منها..
خرجت مغسلتي وأنا في ذهولي..لم أستطع الجواب..أو ربما قلت لها:لا..لا أذكر إجابتي بالتحديد..
ولكن مع هذا لن أتردد فالدرس النظري انتهى وبقي العملي بعد صلاة المغرب..
صليت المغرب ولا أعرف ربما تكون صلاتي الأخيرة..ولم أحضر للقاعة..جلست في مكتبي حتى جاءتني إحدى الأخوات..وقالت: بسرعة فالكل ينتظرك..
أخذ قلبي يدق سريعاً والخوف بدأ يتملكني ولكني مصرة على الاستمرار..
ذهبت وتمددت على طاولة التغسيل ليتم الشرح العملي عليَّ(عفواً على هذه الجنازة)..ولكم أن تتخيلوا الموقف..
عيشي معي هذه اللحظات..فالمغسلة تشرح الدرس..وأنا أبتعد قليلاً قليلاً عن عالم الدنيا..وعشت لحظة وداعي لها..وعندما لُف علي الكفن أحسست بوداع الدنيا..وغطت جميع جسدي بالأبيض..رحماك يا رب هل فعلاً سأموت الآن؟؟
هل انتهت حياتي في هذه اللحظة ؟؟
لم أكن مستعدة للموت..كنت ألهو كثيراً وأمرح كثيراً..ولكن هذه اللحظة نستني كل اللحظات الجميلة في حياتي..
وغطى الكفن وجهي وهي آخر مرحلة من مراحل التكفين وربطت من أقدامي وظُفر شعري..وأبقت لي مغسلتي منسماً صغيراً لأستطيع التنفس..
عندها فكرت الآن أنا أتنفس من هذا المنسم الصغير..ولكن في القبر لا منسم ولا متنفس..
ولم أتمالك نفسي وسمحت لدموعي بالهطول..وبكيت بشدة لا أعرف لِم..ولكن هي لحظة لا بد أن تأتي يوماً ما!!
وانتى الدرس..وفك عني الكفن..وحمدت الله أني لم أمت في تلك اللحظات الرهيبة..التي عشتها لوحدي مع هذا الكفن..وركضت لمكتبي وعانقت أختي وبكينا بكاءً مراً..فقالت لي أختي: لاتكرريها مرة ثانية..
وإلى اليوم وأمي الحبيبة لا تعلم شيئاً عن هذا الدرس الذي قدمته وأعتقد بشجاعة لم أكن أعهدها بنفسي..
وبعد هذا الدرس الذي أعاد لي حسابات حياتي من جديد طلبت مني كثير من الأخوات شعوري في تلك اللحظات فقلت:
كنت في لحظة جنازة...موقفٍ مرّه عصيب
قالوا لي وشهو شعورك...لحظة كنت تكفنين
قلت يا عالم عجيب..ما تصورت اللي صار
كل أختٍ لي تقول...وصي قبل تودعين
كل الموقف كان عادي...لحظة الصفر انتهيت
كنت أتمنى من أخواتي...يذكِّروني بالدعاء
لكن إلين النهاية...كلهم يتضاحكون
وابتدا الردس الرهيب...واستمروا يشرحون
فكرت بنفسي ساعتها... وش اللي قاعد يصير
معقوله هذا كفن...أو حلم مزعج رهيب
ولما عرفت الحقيقة...واستشعرت إني أسيرة
حسيت الدنيا حقيرة...وابتدت قصة جديدة
ربّطوني بالكفن...وخلوا لي منسم صغير
دعيت الله لي يصبر...وابتدا الدمع الغزير
عاتبتني نفسي مرة...وين دمعك من زمان
وين كنتي تجلسين...غافلة عن هالمصير
وين دنياك القديمة...وين عمرك والمسير
وش اللي قدمتي ينفع...في لحظة لازم تصير
هذا كله كان مشهد...يمكن الناس تستفيد
لكن المشهد عصيب...ويوم لازم لك يصير
إما فوز وإلا خسارة...والنهاية أمر أكيد
*********
أعلم أني أطلت كثيراً ولكن لعل يكون في قصتي عبرة..وفائدة..
فهل عشتي معي هذه اللحظة...لحظة التغسيل ولبس الكفن..حاولي تصور الموقف وانثري دموعك..وأتحفي موضوعي بشعورك لحظتها...
فقد كتبت وربي صااادقة..فاكتبي أو اكتب شعورك بصدق..
فانتظار ردودكم..
ولا تنسوا الدعاء بالثبات عند السؤال..

منقول

مؤثر

جزاك الله خير يالغاليه

تسلم اخوي

مرة نايس وكيووووت

تقيل مروري

دمت بود

تحياتي

كيووووووت

مرة

تسلمين هل لبستِ الكفن يوماً ؟؟ 231

قلبي

دمت هل لبستِ الكفن يوماً ؟؟ 233

بود

تـــاريم كتب:: مؤثر

جزاك الله خير يالغاليه

واياك يا الغلا

لا حرمك الله الاجر

سمامه :);;':

والله انك خطيرة

اجل كيوت هاه :);;':

الله يسلمك :D

اسعدني تواجدك :)

بارك المولى بكِ
ورفع قدرك
دمتِ على طاعه الله

أسيرة البحر كتب:: بارك المولى بكِ
ورفع قدرك
دمتِ على طاعه الله

اللهم آمين

لا حرمتي الجنة :)

مشكوووره ميوة والله ادموعي اربع اربع تخيلت الموقف والله ومشكوورة ميوة على الموضوع وما قصرتي

غلا الغوالي كتب:: مشكوووره ميوة والله ادموعي اربع اربع تخيلت الموقف والله ومشكوورة ميوة على الموضوع وما قصرتي

[size=29]حياك الله

انست ِ [/size]