السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الجو المخيف
الحمد لله الكريم الوهاب ، الرحيم التواب ، الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، الحمد لله عدد ما خلق ،
الحمد لله عدد ما رزق ، الحمد لله عدد ما خرج عليه الفلق .
لك الحمد يا غفار ما هل صيّب &&& وما تاب يامن يقبل التوب مذنبُ
لك الحمد ما حج الحجيج وماجرت &&& دموع وشعّ النجم أو لاح كوكب
لك الحمد حمداً يملأ الأرض والسماء &&& كثيراً غزيراً ما يعد ويحسب
لك ما هاجر الغرام وما همى الغمام &&& وما غنّى الحمام المطرِّب
أحمده حمداً يليق بجلاله، وعظمة سلطانه وكبريائه، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين، وخاتم النبين،
محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعــــــــد:ــ
أخي في الله: تأمل معي، وعش مع هذا الجو المخيف .
تخيل معي: أنك في صحراء عظيمة مظلمة،وأنت تسير فيها ،تنظر أمامك،فإذا هو ظلام دامس،تريد مصباحاً يضيء لك الطريق
وتنظر خلفك فكذلك إذا هو ظلام دامس،وبينما أنت تسير،فإذا بك تسمع صوتاً مخيفاً،يالله...إنها ذئاب،فإذا بها قد حاصرتك
من اليمين ومن الشمال،وأنتتصرخ وتقول آآآه...أنقذوني...أنقذوني...أنقذوني وإلا التهمتني الذئاب،
يالله...لو لم ينقذك أحد...ماذا يحصل؟...لألتهمتك الذئاب...لكن بينما أنت على هذه الحاله...فإذا بشخص قد
أتاك من الأمام... وتخطى الذئاب...فأنقذك منها...وأبعدك عنها...ثم ماذا فعل لك...أعطاك مصباح...وقال:
إن هذا المصباح يحتاج إلى بطارية لكي يضئ...فأنت كيف تبحث عن هذه البطاريات وأنت في صحراء؟؟!!
اسمع إلى حل هذه المشلكة :
أما الصحراء العظيمة المظلمة التي أنت تسير فيها،فهي الدنيا المظلمة بلذاتها بشهواتها وشبهاتها،فأنت تسير فيها حتى الموت.
وأما الظلام الدامس الذي هو أمامك،فهو ظلام المستقبل،فأنت لا تعلم ما سيحصل لك في المستقبل،هل هو خير أم شر،أم هل
من أهل الجنة أو من أهل النار.
فأنت في هذه الحالة تريد مصباحاً لكي يضئ لك الطريق،فياأخي: العلم نور والجهل ظلام،فالعلم يضئ لك الطريق المظلم في
هذه الحياة .
أما الظلام الذي خلفك،فهو ظلام الذنوب والمعاصي،فقد ولى وراح،ولا يمحوه إلا التوبة الصادقة،فتب من الآن و ابكِ على مافاتك ،فإن لم تستطع البكاء فتباكى
فإن لم تستطع هذا ولا ذاك، فعزِ نفسك على قسوة قلبك،واعلم أن الله يقول:[وإني لفغار لمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى].
أما عواء الذئاب الذي تسمعه،والذئاب الذي تراهم عن يمينك وعن شمالك،فهم أهل الشر وأصحاب السوء،يريدون أن يبعدونك عن الطريق المستقيم،ويضلوك
عن سبيله،فإذا التهموك "ذهبت معهم"فإنك ستضل وتشقى وتعيش حياة كلها ضنك،فقد قال تعالى[ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا]
الضنك:حرف الضاد:ضيق ، وحرف النون:نكد ، وحرف الكاف:كدر ، فلا تلتهمك هذه الذئاب فتكون أنت الضحية .
أما الرجل الذي أتى من الأمام لإنقاذك ، فهو رجل عاقل قد عرف الطريق من قبلك ، وعرف أن هؤلاء أهل شر ، فأراد انقاذك منهم ،فلما أبعدك عنهم أعطاك
المصباح ، فما هذا المصباح ؟!
المصباح هو:أنه قال لك:استعن بالله ودع عنك هذه الصحبة ، واذهب إلى صحبة أهل الخير .
الآن هو أعطاك المصباح ، لكنه يحتاج إلى بطارية ،فالبطارية هي:طلب العلم النافع وتطبيقه ، فإنه سيضيء لك بإذن الله ، وتبصر طريقك ، ولا تكن من الجاهلين.
فيا أخي في الله:إن هذه الدنيا مليئة بالشهوات والشبهات ، فاحذر فيها من أهل الشر ، وحصن نفسك بالعلم الشرعي ، فالعلم نور والجهل ظلام.
الله اسأل أن يوفقنا لما يحب ويرضى ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن نطبق ما علمنا ، هذا والله أعلم، وأجل وأحكم ، ونسبة العلم إليه أسلم، وصلِّ اللهم وسلم ،
على نبيك الأختم ، ومن تبعه بإحسان إلى اليوم الأعظم .
نقلته لكمـ